الصحفية اللبنانية زينب ياسين: انسحبت من تلفزيون لبنان احتجاجاً على رفض ظهوري بالحجاب

استقالتها أشعلت نقاشاً عاماً

الصحفية اللبنانية زينب ياسين: انسحبت من تلفزيون لبنان احتجاجاً على رفض ظهوري بالحجاب
الصحفية اللبنانية زينب ياسين

أشعلت تغريدة نشرتها الصحفية اللبنانية زينب ياسين، الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعدما أعلنت استقالتها من "تلفزيون لبنان" الرسمي، مرفقةً كتاب الاستقالة بصورة قالت إنها جاءت احتجاجاً على رفض القناة استمرار ظهورها كمراسلة محجبة على الهواء.

روت ياسين في تصريح خاص لـ "جسور بوست"، تفاصيل قصتها قائلة إنها تطوعت للتغطية من الجنوب اللبناني بعد اندلاع الحرب الأخيرة، وغياب مراسلين تابعين لتلفزيون لبنان في المنطقة، والتي تواصلت مع مديرة قسم التواصل الاجتماعي، التي بدورها عرضت الأمر على وزير الإعلام السابق زياد المكاري، وبحسب ياسين، فقد رحّب الوزير بالفكرة رغم علمه بأنها محجبة، ما أتاح لها الظهور على الهواء لمدة شهر ونصف من أرض المواجهات.

شرط غيّر وجه التغطية

وكشفت ياسين أن مديرة الأخبار طلبت منها في مايو 2024 إعداد تقرير تلفزيوني، بشرط عدم ظهور وجهها بسبب الحجاب، ورغم التزامها بهذا الطلب، شعرت بعدم ارتياح نفسي، وبدأت تفكر في الاستقالة.

تقول: "قدمت استقالتي عدة مرات بين يونيو وأغسطس، لكن الوزير المكاري رفض قبولها وأكد لي أنه ليس ضد الحجاب، بل لو كان كذلك لما سمح لي بالظهور سابقًا".

عادت ياسين للتغطية مجددًا مع تصاعد الحرب، لكنها اصطدمت برفض طلبها الرسمي للانتقال إلى قسم المراسلين بسبب حجابها، مضيفة أنها أُبلغت حينها أن هذا القرار "يحتاج إلى قرار سياسي"، ورغم وعود بحل المسألة، بقيت الأمور على حالها، ما دفعها لاحقًا إلى اتخاذ قرارها الحاسم بالاستقالة.

محاولة لقاء الوزير الجديد

وتابعت، مع تعيين وزير الإعلام الجديد في لبنان بول مرقص، حاولت زينب ياسين التواصل معه لطرح قضيتها، لكنها لم تحصل على فرصة لقاء مباشرة، وتشير إلى أنها أُبلغت أن الوزير يتابع الموضوع، لكنها لم تتلقَ أي اتصال حتى لحظة نشر استقالتها.

تقول: "أنا مصرة على لقائه لأنه رجل حقوقي ويحكم بالقانون، وطموحي أن يتغير هذا العرف بمنع ظهور الرموز الدينية، لأنه غير عادل".

"التمييز يطاول المحجّبات"

عبّرت ياسين عن شعورها بالتهميش قائلة: "لو أن زميلة لي من غير المحجبات واجهت مشكلة، لكان الوزير عقد مؤتمرًا صحفيًا للدفاع عنها، أما أنا، فلم أتلقَ حتى اتصالاً.. لأنني محجبة".

ورأت أن هناك تمييزاً واضحاً ضد النساء المحجبات، لا ضد المسلمات عموماً، مضيفة أن الحجاب ليس زينة، بل جزء من اللباس الديني الذي يجب احترامه، وأشارت إلى أنها لا تنزعج من رؤية رموز دينية أخرى مثل الصليب على المذيعين والمذيعات.

لا دعم نقابي حتى اللحظة

أكّدت ياسين أن أي جهة قانونية أو نقابة لم تتواصل معها حتى الآن، ولم تتلقَ ردًا من إدارة تلفزيون لبنان، رغم نشرها الاستقالة علنًا، تختم بمرارة: "لم يتصل بي أحد، لا نقابة ولا محامٍ.. ولا حتى القناة التي عملت فيها".

وقد تفاعل الرأي العام مع القضية التي أعادت طرح أسئلة حول حرية التعبير والمساواة في المؤسسات الإعلامية اللبنانية، في وقت أصدر فيه تلفزيون لبنان بيانًا أشار فيه إلى أن "التلفزيون لا يعتمد تاريخياً وعُرفاً أي إشارات أو شعائر أو رموز دينية لإبرازها على الشاشة"، ما زاد من حدّة الانقسام في الشارع اللبناني بين مؤيد ومعارض.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية